«لا يوجد في هالبلد إلا هالولد» منطق تعسُّفي إقصائي تجلى في الأيام الأخيرة عبر ردة فعل بعض مقاطعي الانتخابات النيابية المقبلة الذين لم يعد لهم شغل سوى التشاغل بالانتقاص من المرشحين لهذه الانتخابات، وذلك بغرض إيهام الناس بأنهم هم وحدهم القادرون على تشكيل السلطة التشريعية أو بمعنى أصح «احتكارها» وكأن الأغلبية الصامتة من الشعب الكويتي تعيش بلا ذاكرة أوجعتها التجارب المريرة التي جرجرت البلاد طويلا على الشوك العضوض.
أحد مقاطعي الانتخابات وصف المرشحين بأنهم يفتقرون الى الخبرة السياسية، وكأنه هو وحده الجهبذ العبقري والعالم النحرير في علوم السياسة وفنونها وأسرارها، وقد كان من الأسلم والأفضل والأكثر واقعية القول إن أكثر المرشحين لا يرتبطون بالمجاميع السياسية الناشطة في الكويت، وتلك نحسبها ميزة مضافة للمرشحين تزيدهم ولا تنتقص منهم، وتبشر بولادة طبقة سياسية جديدة أقرب الى روح النهضة المأمولة.
التعسف والانتقاص من الآخرين على ذلك النحو الفج يشيان بارتباك يدب في صفوف المجاميع السياسية المقاطعة للانتخابات، ذلك أن الثقة بالنفس لا تكون بمدح الذات وقدح الآخر والتهجم عليه بالإشاعات والاتهامات الرخيصة بأسلوب يذكرنا بالمقولة الشهيرة المنسوبة للباعة في الأسواق (الزين عندنا والشين حوالينا» وحتى على افتراض ان «الزين عندكم» فلماذا المقاطعة وحرمان الكويت من هــذا «الزيــن» المزعـوم؟!
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق